عليك أن تقف طويلاً وتنتظر على كلّ حال. على الصبر أن يمتدّ ويتمدد ويكبر ويتّسع ويجعلك تتّزن وتهدأ بينما لا تزال النار بداخلك تشتعل بلا هوادة. على الطريق الذي تمشي عليه أن يصبح موطنك وليس هدفك من نهاية الطريق، عليك أن تصادق الطرق وأطراف الطرق الطويلة والمتفرعة بلا انتهاء. عليك أن تكون غارقاً في الطريق بينما أنت تنظر إليه من بعيد وترى ما يجاوزه ويتعداه في ذات الوقت. لا تصدّق أحداً يقول أن الحياة قصيرة. الرحلة أطول مما تظن، والطرق أكثر مما تظن. والجهد، كل الجهد تحتاجه لحظة الآن، لأن لحظة الآن وحدها تُثمر ما بعدها. وأنت لا تملك شيئاً من الزمن سوى الآن. وحدها اللحظة ستخبرك ماذا عليك أن تفعل. ستُشعرك بمدى جاهزيّتك حين تركز عليها جيداً. قد تخبرك أن تعمل وتنطلق الآن، قد تخبرك أيضاً ألّا تفعل شيء، وإنما تقف وتستشعر وتدرس عمق ذاتك وعمق كل شيء حولك، حتى يتسنى لك العمل من أجل اللحظة القادمة. ثم تحظى برحلة سعيدة.